بعد استهداف وفد ديبلوماسي كان يضم السفير المغربي بفلسطين.. مكتب نتنياهو لـ"الصحيفة" نأسف لأي ضرر غير مقصود.. ووزارة الخارجية الإسرائيلية: السفير بخير
في حادث غير مسبوق أثار موجة تنديد واسعة، تعرّض وفد دبلوماسي دولي، أمس الأربعاء، ضمّ السفير المغربي لدى فلسطين عبد الرحيم مزيان، لإطلاق نار مباشر من قبل الجيش الإسرائيلي، أثناء زيارة رسمية إلى محيط مخيم جنين شمالي الضفة الغربية.
الوفد كان يضم ممثلين عن دول عربية وأوروبية وآسيوية وأمريكية، من بينها المغرب، مصر، الأردن، فرنسا، بريطانيا، كندا، الاتحاد الأوروبي، تركيا، البرازيل، اليابان، والهند، حيث كانوا في مهمة ميدانية لتفقد الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
وأثناء توقف الوفد عند المدخل الشرقي للمخيم، أطلقت وحدة عسكرية إسرائيلية وابلًا من الرصاص الحي باتجاههم، في مشهد وثّقته مقاطع فيديو تُظهر حالة الهلع التي أصابت أعضاء البعثات، ولحسن الحظ، لم تُسجل أي إصابات جسدية، لكن الحادث خلف صدمة دبلوماسية عارمة.
وتعليقا على الموضوع الذي أثار تنديدا دوليا، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لـ"الصحيفة" أن "الجيش الإسرائيلي كان ينفذ عملية ميدانية حساسة في منطقة عالية الخطورة، وقد تم رصد تحركات غير منسقة قرب نقطة عسكرية، مما استدعى ردا فوريا نأسف لأي ضرر غير مقصود، وسيتم فتح تحقيق داخلي لتحديد المسؤوليات."
في حين شدّد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، حسن كعيبة، لـ"الصحيفة" أن "الموقف الوحيد للدولة حاليا بشأن ما حدث، والذي نأسف له، هو ما جاء في توضيح الجيش الإسرائيلي. هذا هو التوضيح الرسمي حتى الساعة. ونؤكد أن السفير المغربي بخير، وكذلك كافة الدبلوماسيين الذين كانوا برفقته."
وفي المقابل، لم تُصدر وزارة الخارجية المغربية بعد أي بيان رسمي، بينما أكدت مصادر دبلوماسية لـ"الصحيفة" أن المملكة "تتابع الحادث عن كثب وبتنسيق مع جهات دولية"، معتبرة أن استهداف ممثلها في فلسطين يشكل تطورا خطيرا يتطلب مساءلة فورية.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان لاحق أن الوفد "انحرف عن المسار المصرح به" ودخل منطقة عمليات عسكرية نشطة، وهو ما دفع الجنود إلى إطلاق "طلقات تحذيرية"، بحسب تعبيره، في حين تشكك مصادر دبلوماسية في هذا الادعاء، مؤكدة أن الزيارة كانت منسقة مسبقا عبر القنوات الرسمية.
وقد سارعت عدد من العواصم إلى استدعاء سفراء إسرائيل لديها، من بينها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، فيما دعت المفوضية الأوروبية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى فتح تحقيق محايد وشفاف، محذرة من "التمادي في انتهاك القوانين الدولية التي تضمن الحصانة للبعثات الدبلوماسية".
هذا الحادث، الذي وقع في سياق ميداني متوتر في جنين، يعيد إلى الواجهة الجدل حول تعامل إسرائيل مع الأعراف الدولية، ويزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية التي تواجه انتقادات متصاعدة بشأن سياساتها في الأراضي المحتلة.
